تشكل الطاقة والبيئة منظومتين متكاملتين، وتأثير النشاطات والأعمال في قطاع الطاقة على الاستدامة البيئية أمر لا خلاف عليه. ومن هذا المنطلق فإننا ملتزمون بقيادة تحول الطاقة في أبوظبي مع مراعاة تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
يتمحور الاحتفاء الدولي بيوم البيئة العالمي هذا العام حول الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي، وهو موضوع ملائم بالنظر إلى التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). وحيث نعمل حاليا على النهوض من الأزمة، فإننا ندرك أكثر من ذي قبل أن تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة والاستثمار في المشاريع المستدامة أمر فاصل في إنجاح عملية تعافي الاقتصاد وكوكب الأرض سوية، بما يعزز من مرونة أنظمتنا في مواجهة هزات مماثلة في المستقبل.
وبهذا الخصوص، يواصل قطاع الطاقة في أبوظبي جهوده الرامية إلى تنويع مزيج الطاقة وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بالاعتماد أكثر على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، من أجل التقليل من مخاطر الطاقة على الطبيعة، وجعلنا أقرب إلى تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050".
وعلى سبيل المثال، فنحن نعمل على التعجيل بمبادراتنا لخفض إجمالي الطلب على الطاقة من خلال إجراءات إدارة جانب الطلب ورفع كفاءة استخدام الطاقة، التي تسهم في زيادة وفورات الطاقة والتأثير بشكل إيجابي على سلوكيات المستهلكين، كما نواصل من خلال إجراءاتنا التنظيمية وأطر وضع السياسات، مثل «سياسة المياه المعاد تدويرها»، واللائحة التنظيمية لأنشطة تبريد المناطق ونطاق تطبيق تبريد المناطق، دعم الاستراتيجيات الوطنية للأمن المائي، مع التركيز على إدارة المخزون الاستراتيجي من المياه، وإدارة المياه وتقنيات معالجتها، والحفاظ على موارد المياه الجوفية، بالغة الأهمية بالنسبة التنوع البيولوجي.
ومن أهم المبادرات المضافة إلى حزمة الحلول التي تعتمدها أبوظبي للحد من الأضرار البيئية المباشرة هناك تقنية تحويل النفايات إلى طاقة. فقد تم الإعلان مؤخراً عن خطط لإنشاء محطتين في أبوظبي لتحويل النفايات إلى طاقة، بينما وصلنا في دائرة الطاقة وبالتعاون مع أصحاب المصلحة المعنيين إلى مرحلة متقدمة في إعداد سياسة تحويل النفايات إلى طاقة، بهدف دعم نمو هذا السوق المستدام في إمارة أبوظبي. وتجدر الإشارة إلى أن تحويل النفايات إلى مصادر طاقة نظيفة سيكون له أثر إيجابي عظيم على البيئة، وسيدعم قطاع إدارة النفايات، كما سيساعد قطاع الطاقة على تلبية الطلب على الكهرباء.
وبالتالي، فإن تحقيق التكامل في الجهود بين قطاعي الطاقة والبيئية ركيزة أساسية لحماية الطبيعة، وضمان النمو الاقتصادي المستدام، وبناء مستقبل آمن وصحي للأجيال القادمة.