ابو ظبي

أكد معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي الحاجة المُلحة إلى حماية البيئة في العالم من خلال اتخاذ خيارات إيجابية في مجال توليد الطاقة لتكون بمثابة علاج ناجع للتصدي لظاهرة التغير المناخي.

جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها اليوم معاليه خلال قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022، مشيراً إلى أن كوكب الأرض أشبه ما يكون بشخص يعاني من المرض، وأن هذا المرض يمكن شفاؤه من خلال التدخل بالعلاج الصحيح، والذي تم تحديده بالفعل.

 

وقال معاليه: "لقد نشأت وتربيت على الاعتقاد بأن بيئتنا تمثل جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا، ولهذا نحن بحاجة إلى حمايتها وصونها. عندما أفكر في ظاهرة تغير المناخ والدعوة العالمية لخفض الانبعاثات، فإنني أرى الأرض كما لو كانت إنساناً حياً يحتاج إلى العناية به".

 

وأضاف معاليه: "تعاني الأرض من أعراض صحية خطرة، تم تشخيصها بمرض يسمى الاحتباس الحراري. ولحسن الحظ لم يفت الأوان بعد لإنقاذها". وأوضح معاليه أن العلاج الفعال للأرض هو الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية، ويفضل أن تكون 1.5 درجة مئوية، وذلك لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن. مؤكداً أن خطة العلاج لن تكون فعالة وذات تأثير ممتد من أجل استشراف مستقبل مستدام، ما لم تتضمن تعديلات أساسية في نمط الحياة وكفاءة استخدام الطاقة.

 

وسلط معالي عويضة المرر الضوء في كلمته على تضافر جهود البلدان في جميع أنحاء العالم للحد من انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة والشروع في تحول طويل الأجل في هذا القطاع، مشيراً إلى تحديد العديد منهم التزامات فردية لتحقيق الحياد المناخي، وإعطاء الأولوية للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن الطاقة المتجددة تمثل البديل للوقود الأحفوري مع انخفاض أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلا أن القطاع لا يزال لا ينمو بالسرعة الكافية التي يحتاجها الكوكب.

 

وأضاف معاليه: "بينما نحاول تطبيق خطة العلاج المحددة، يتم وضع الكثير من الضغوط على قطاع الطاقة لتقليل الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة وكذلك الانبعاثات الناتجة عن سلاسل التوريد. اتخذت العديد من البلدان حول العالم تحولاً طويل الأجل في مجال الطاقة لإزالة الكربون من قطاع الطاقة وتعزيز الكهربة. حدد العديد التزامات بالوصول إلى الحياد المناخي من خلال تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة. فالطاقة المتجددة هي البديل للوقود الأحفوري، وعلى الرغم من انخفاض أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن قدراتها الإنتاجية لا تنمو بالسرعة التي نحتاجها".

 

ولفت معاليه الانتباه إلى التغييرات التي تجريها أبوظبي على قطاع الطاقة ليكون جزءاً من "العلاج" في التصدي للتغير المناخي، مستشهداً على سبيل المثال بشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل (مصدر) كواحد من أوائل المشاريع المحايدة للكربون في العالم، وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة المتمثلة في محطة نور أبوظبي ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، مشيراً إلى حقيقة مفادها أن دولة الإمارات أصبحت تستحوذ اليوم على أكثر من 70% من إجمالي القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة والنظيفة في المنطقة، كما أشار إلى بدء العمليات التجارية للوحدتين الأولى والثانية في محطة براكة للطاقة النووية السلمية في أبوظبي، إضافة إلى الإعلان الأخير عن المبادرة الاستراتيجية للإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

 

وقال معاليه: "هذه أمثلة من منظومة التطور التي نجريها في مجال الطاقة، وتوجد مبادرات مماثلة في جميع القطاعات الأخرى لضمان استعدادنا للمستقبل والاستدامة بكافة الوسائل والممكنات المتاحة. لقد كان تقدمنا وتطورنا السريع بفضل الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة، ومن خلال نهجنا القائم على الشراكات والتعاون الدولي والمشاركة النشطة في منصات تبادل المعرفة".

 

وأكد المرر على أهمية أبوظبي كوجهة مثالية للمؤتمرات الإقليمية والدولية المؤثرة التي تجمع اللاعبين العالميين معاً لدفع أجندة الاستدامة العالمية نحو الأمام. ولفت معاليه إلى الدور الأساسي لدائرة الطاقة في استضافة هذه الأحداث، وإقامة الشراكات، وقيادة المحادثات الحيوية التي تؤدي إلى التطبيق العملي للحلول المبتكرة.

 

وتابع معاليه قائلاً: "في عام 2023، سنستضيف الدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف في أبوظبي. وبالتأكيد ستكون منصة أخرى للعمل معاً على حلول مناخية عملية ونمو اقتصادي مستدام. أود أن أؤكد أنه إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير والتكنولوجيا، من المهم أن نٌشكل شراكات إقليمية ودولية جديدة. ويعد أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة مثالية للقيام بذلك".

 

واختتم معاليه حديثه قائلاً: "نتطلع في دائرة الطاقة للقاء أكبر عدد ممكن من ضيوف الحدث الكبير لمناقشة السياسات الفعالة وأبرز الحلول التي يمكننا تطبيقها لعلاج كوكب الأرض من تبعات تغير المناخ، وخلق مستقبل مستدام للبشرية جمعاء".

 

وتستضيف شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022، الذي يقام في الفترة من 15 إلى 19 يناير 2022، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتشارك دائرة الطاقة في هذا المؤتمر كشريك رئيسي في الحدث تحت شعار "طاقة الخمسين القادمة". وتستفيد الدائرة من مشاركتها في هذا الحدث العالمي في تسليط الضوء على دورها في تعزيز قطاع الطاقة في أبوظبي وتشجيع تبني الأنظمة المستدامة في الدولة والعالم.

اخبار ذات صلة
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
 
اغلاق