ابو ظبي

تمكنت أبوظبي بفضل دعم القيادة الرشيدة من وضع أجندة طموحة لتحقق التنمية المستدامة في قطاع الطاقة بالإمارة، وتمكنت نتيجة لذلك من تحقيق خطوات ملموسه في هذا المجال الحيوي. وكان النفط والغاز من ركائز النمو الصناعي في أبوظبي، ومع زيادة الوعي العالمي المتنامي بالاستدامة، أعدت الإمارة استراتيجيتها في مجال الطاقة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتحول نحول الطاقة الخضراء. وتدرك الإمارات باعتبارها إحدى الدولة الموقعة على اتفاق باريس للمناخ 2016، أهمية التخفيف من مخاطر التغير المناخي من خلال تبني استراتيجيات صديقة للبيئة. وتعد إمارة أبوظبي رائدة في قيادة الزخم نحو التحول للطاقة النظيفة من خلال اطلاق عدد المبادرات ذات الصلة والقيام بالإجراءات اللازمة لقيادة منظومة تحول الطاقة.

يعد أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي انطلق في دورته الأولى عام 2008 ويزداد تأثيره وحضوره في المشهد العالمي للطاقة، من أهم تلك المبادرات التي تؤكد على التزام الإمارة بالاستدامة والطاقة النظيفة. وهذا الحدث العالمي وضع أبوظبي على الخريطة العالمية للاستدامة. و تقود دائرة الطاقة مسيرة تحول الطاقة في الإمارة كونها الجهة المعنية بتعزيز ريادة واستدامة قطاع الطاقة في أبوظبي، وبما أن الطاقة ركيزة أساسية للاستدامة، يتمحور جوهر سياستنا حول التركيز على تحول الطاقة والاتجاه نحو الطاقة النظيفة والهدف من كل ذلك تنويع اقتصاد الإمارة، وتأمين مستقبل طاقة مستدام.

مفهوم الاستدامة يشمل عدة جوانب منها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وأن محاور النقاش الرئيسية في أسبوع أبوظبي للاستدامة لهذا العام تتضمن، الذكاء الاصطناعي والشباب والمجتمع، وهي مواضيع هامة لدائرة الطاقة أيضاً، وتقوم الدائرة بدعمها بقوة خلال فعاليات الأسبوع.  فنحن نؤمن بتمكين الشركاء وأصحاب المصالح الرئيسين، ونؤمن بأهمية الاستدامة للمجتمع وأن المرأة والشباب يمكنهما قيادة هذا التحول، لذلك نرغب في  تزويدهم بالمعلومات والعلوم ليساهموا بشكل إيجابي في بناء مستقبل آمن.

إن مشاركة الدائرة في مبادرة "شباب من أجل الاستدامة"، وملتقى "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، و فعاليات  "المهرجان في مدينة مصدر"، تثبت التزامنا تجاه المرأة والشباب والمجتمع ككل، ونفخر بمشاركة مجلس شباب دائرة الطاقة طوال أيام أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث سيشرف على تنظيم عدد من الفعاليات والمنتديات المهمة لإشراك المجتمع.

تواصل الدائرة جهودها من أجل تنويع مصادر الطاقة في الإمارة من خلال دمج الطاقة النظيفة والمتجددة، وتشجع أفراد المجتمع لترشيد الاستهلاك وكفاءة استخدام الطاقة. وقد كشفت الدائرة عن استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030، وتضم 9 برامج يُعوَّل عليها بشكل كبير لخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 22% والمياه بنسبة 32% بحلول 2030 مقارنة بالمعدل المعتاد للطلب حسب خط الأساس للعام 2013.

تقود هذه الاستراتيجيات جهود تحول الطاقة في الإمارة مع التركيز على تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وتوفير الإمداد الآمن، والاستدامة البيئية. ويتوافق اعتقادنا بهذه المبادئ مع أهداف ومواضيع أسبوع أبوظبي للاستدامة، ما يجعل من تواجدنا في هذا الحدث مناسباً وهاماً.

تهديد المناخ حقيقة واقعة وهناك حركة عالمية متنامية حوله، وربما يكون التأكيد على ذلك ظهور وتصدر نشطاء بيئيين "أطفال" عناوين الأخبار العالمية، في محاولة منهم للضغط على زعماء العلماء لمعالجة تغير المناخ بشكل عاجل.

تعمل الحكومات على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، وهناك وعي متزايد بشأن الحد من استخدام النفايات والبلاستيك، كل هذه التطورات ستؤثر على الصناعات التي سيتعين عليها أن تعيد هيكلة نفسها لتبقى متاحة وذات صلة خلال السنوات المقبلة.

تقود التكنولوجيا عجلة العالم نحو الاقتصاد الأخضر، مثل السيارات الكهربائية، وتقنيات التخزين، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة أو "التحول الرقمي"، والتعاملات الرقمية أو (البلوك تشين)، والتعلم الآلي. كل هذه القطاعات أصبحت تكسب المزيد من الاهتمام، فعلى سبيل المثال تلعب السيارات الكهربائية دوراً كبيراً في تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، كما إن الذكاء الاصطناعي يسهم في زيادة الكفاءة في الكثير من تطبيقات تكنولوجيا الطاقة.

أولت دائرة الطاقة اهتماماً بالتكنولوجيا خاصة "الذكاء الاصطناعي" بوصفه مجالاً هاماً في البحث والتطوير وإيجاد حلول من شأنها أن تدفع عجلة مستقبل الطاقة.

تعد البيانات اليوم من أثمن الأمور التي نمتلكها كونها تفتح الباب أمام الكثير من الفرص. ومن هذا المنطلق يمكننا تسخير البيانات للحصول على معلومات حول المناخ والبيئة والعمل في الوقت المناسب للتخفيف من الكوارث. كما تٌشكل التكنولوجيا الرقمية قوة هائلة ويمكنها حل الكثير من مشاكل العالم، كما أن القوى العالمية تحتاج إلى توحيد جهودها والعمل معاً لتسخير إمكاناتها الكاملة.

أسبوع أبوظبي للاستدامة يعد منصة لطرح المناقشات والحوارات والآراء لدفع عجلة السياسات والأجندات ذات الصلة، مشيراً إلى أن محاور النقاش خلال هذه الدورة الطاقة وتغير المناخ والمياه والغذاء ومستقبل التنقل والفضاء والتكنولوجيا الحيوية في الصحة والتكنولوجيا من أجل الخير، تعكس توجهات دائرة الطاقة وتبنيها استراتيجياتها مبنية على هذه الركائز التي تتماشى معها لجعل الاستدامة حقيقة واقعة في إمارة أبوظبي.

ومن هنا نؤكد التزامنا بالمساهمة في إنجاح دورة هذا العام ونتطلع قدماً إلى تعميق أواصر الشراكة مع الجهات المعنية في هذا القطاع، والتفاعل مع الجيل القادم من القادة الشباب وكافة أفراد المجتمع لإشراكهم في رحلتنا نحو مستقبل طاقة جديد وتحقيق نمو وبيئة أكثر استدامة.

اخبار ذات صلة
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
 
اغلاق